أخبار مصر

حراك دبلوماسى مصرى.. لوقف التصعيد الإسرائيلى

واصلت مصر جهودها المكثفة لوقف التصعيد والاعتداءات الإسرائيلية على الأراضى العربية فى فلسطين ولبنان.. حيث أجرى وزير الخارجية د. بدر عبدالعاطى سلسلة لقاءات واتصالات مع وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس ووزير الخارجية اليابانى تاكيشى إيوايا.

كما أعلن فى القاهرة عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيرانى اليوم لبحث الأوضاع المتردية على الساحة اللبنانية.

أكد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج أمس أن مصر تقدر الدور الذى تلعبه إسبانيا والشركات الإسبانية فى دعم عملية التنمية فى البلاد.. قائلاً: إن مباحثاته مع نظيره الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس شهدت تطابق الرؤى حول أهمية دفع هذه العلاقات نحو مزيد من التعميق والتطوير، خاصة فى المجالات الاقتصادية والاستثمارية».

أضاف عبدالعاطي- فى كلمته خلال مؤتمر صحفى مع نظيره الأسبانى – منوها بأن هناك روابط تاريخية قوية تجمع بين مصر وإسبانيا مع حرص متبادل على تطوير وتعزيز.

لافتاً إلى العلاقات القوية التى تربط بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وملك إسبانيا ورئيس الوزراء الإسبانى.. مشددًا على أن الجانب الإسبانى أعرب عن تقديره البالغ للأعباء الجسيمة الهائلة التى تتحملها مصر جراء استضافة حوالى 10 ملايين ضيف أجنبى على الأراضى المصرية، وأهمية تعزيز الدعم من الأصدقاء فى الاتحاد الأوروبى لمصر حتى تستطيع أن تتعامل مع الأعباء الهائلة الخاصة باستضافة هذا العدد الكبير من الضيوف.

وأضاف أن هناك تطابق فى الرؤى مع نظيره الإسبانى حول الإدانة الكاملة للعدوان الإسرائيلى الممنهج والمستمر والذى يمتد لأكثر من عام وخلف أكثر من 150 ألف قتيل وجريح من المدنيين الفلسطينيين من النساء والأطفال.

قال عبدالعاطي: إننا تحدثنا عن الإدانة الكاملة لاستخدام سياسة التجويع كسياسة ممنهجة وكسلاح للعقاب الجماعى ضد الشعب الفلسطينى فى انتهاك سافر للقواعد الخاصة بالقانون الدولى وللقانون الدولى الإنساني».

تابع وزيرالخارجية: «إننا اتفقنا على الرفض الكامل لأن تكون هناك دولة تضع نفسها فوق القانون وغير قابلة للمساءلة وأهمية أن يتحرك المجتمع الدولى لفرض إجراءات حازمة وعاجلة وفورية لوقف هذا العدوان وهذه الكارثة الإنسانية الموجودة فى قطاع غزة والكارثة الطبية خاصة فيما يتعلق بتطعيم الأطفال فى شمال القطاع ضد مرض شلل الأطفال الذى عاد للأسف للقطاع نتيجة للاجراءات الإسرائيلية الجائرة ضد الشعب الفلسطيني».

أضاف عبدالعاطي: «إن مصر تقدر الخطوة التاريخية التى اتخذتها مملكة إسبانيا بالاعتراف بدولة فلسطين وهى خطوة محل تقدير واحترام من كافة طوائف الشعب المصرى ومن الحكومة والقيادة المصرية ومن كافة الشعوب العربية والإسلامية والشعوب، التى تؤمن بأهمية قيمة الحياة للإنسان».

قال وزير الخارجية: «تحدثنا باستفاضة عن الأوضاع فى لبنان وإدانة استمرار العدوان الإسرائيلى على لبنان الشقيق، والأهمية البالغة لوقف هذا العدوان وفرض وقف فورى لإطلاق النار والإدانة الكاملة لتهجير أكثر من مليون و200 ألف لبنانى من منازلهم فى جنوب لبنان نتيجة للعدوان الإسرائيلى المستمر والممتد».

وعن القارة الإفريقية.. قال وزيرالخارجية: «إننا تطرقنا إلى الأوضاع فى القارة وقضية المياه وأهمية هذه القضية بالنسبة لمصر باعتبارها قضية وجودية وأنه من غير المقبول تحت أى ظرف أى مساس بالأمن المائى المصري».. مشددا على أن مصر لن تقبل تحت أى ظرف أى مساس بحصتها المائية أو إحداث أى ضرر.

أضاف عبدالعاطي: «ذكرنا مراراً وتكراراً أن مصر تتخذ كافة الإجراءات الكفيلة، التى يكفلها القانون الدولى للدفاع عن مصالحها المائية، خاصة إذا حدث أى ضرر».

وأشار عبدالعاطى أن المباحثات مع وزير خارجية إسبانيا تطرقت إلى الأوضاع فى الصومال وأهمية الحفاظ على الوحدة الإقليمية للصومال وعلى سيادته والرفض الكامل لأى سياسات أحادية بما فى ذلك مذكرة التفاهم المزعومة التى تم الإعلان عنها، والتى قد تؤدى إلى المساس بسيادة دولة هى عضو فى الاتحاد الإفريقى وعضو أيضا فى الأمم المتحدة».

.قال وزيرالخارجية: «إن المباحثات تناولت بشكل مطول الأوضاع فى ليبيا، وأكدنا من جانبنا على حرص مصر على وحدة ليبيا وسيادتها على أراضيها، والأهمية البالغة لسرعة أن تكون هناك انتخابات برلمانية ورئاسية بالتوازى فى أسرع وقت ممكن وأن يتم العمل على توحيد مؤسسات الدولة الليبية فى أسرع وقت ممكن وبصفة خاصة المؤسسة الأمنية».

ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس أن مصر تعد دولة «صديق» و»حليف» من أجل تحقيق الاستقرار فى المنطقة.. مشيداً بالدور الذى تقوم به مصر فى الشرق الأوسط.

أشار ألباريس الى العلاقات المتميزة بين بلاده ومصر، والتنسيق المتواصل مع مصر حيال كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك.. لافتاً إلى انه سبق وأن التقى مع الوزير عبدالعاطى فى مدريد مؤخراً على هامش اجتماع حل الدولتين.

أعرب عن التطلع لقيام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة إلى مدريد.

أشار ألباريس إلى أن مصر واسبانيا لديهما رؤية مشتركة ويعملان معا من اجل إحلال السلام، وعملنا معا مند السابع من أكتوبر ومع أطراف أخرى من أجل وقف التصعيد فى المنطقة ووقف إطلاق النار واليوم نؤكد على هذا الموقف مجدداً.

تابع: «نعانى من أزمة غير مسبوقة ويجب أن يتوقف إطلاق النار الآن».. مضيفا أن إسبانيا ومصر يتقاسمان الرؤى بشأن ضرورة تطبيق حل الدولتين.

أوضح أن إسبانيا تؤيد كل المبادرات التى تقوم به مصر من أجل حقوق الإنسان ووقف الحرب، كما يعمل البلدان من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني.. كما أكد وزير الخارجية الإسبانى أن بلاده تقدر الدور الذى تقوم به مصر فى استضافة اللاجئين، وتعترف بالضغط الذى يمثله ذلك على مصر.. مشيدًا بالتعاون بين بلاده ومصر على الصعيد الاقتصادى حيث توجد فى مصر حوالى 40 شركة إسبانية تعمل فى العديد من القطاعات وبعضها تسهم فى تطوير البنية التحتية.. مبرزاً التعاون بين البلدين فى مجال النقل.

أكد ألباريس أن بلاده سوف تستمر فى العمل داخل الاتحاد الأوروبى لتدعيم العلاقات الإستراتيجية مع مصر.

وخلال اتصال هاتفى مع وزير خارجية اليابان تاكيشى إيوايا شدد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، على موقف مصر الرافض لسياسيات التصعيد التى تنتهجها إسرائيل، وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، وقدم وزير الخارجية التهنئة لنظيره اليابانى بمناسبة توليه مهام منصبه الجديد.

صرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عبدالعاطى أشاد بتميُز العلاقات الثنائية بين مصر واليابان، وترفيع العلاقات إلى «مستوى الشراكة الإستراتيجية» عام 2023، منوهاً إلى التقدير البالغ الذى تكنه الدولة المصرية لمساهمة اليابان فى العديد من المشروعات التنموية، وفى مقدمتها المتحف المصرى الكبير والشراكة المصرية – اليابانية فى مجال التعليم وغيرها من المجالات.

فى سياق متصل، أشار الوزير عبدالعاطى إلى تطلع الجانب المصرى لاستمرار تدفق الاستثمارات اليابانية إلى مصر واستفادة القطاع الخاص اليابانى من الفرص الاستثمارية الواعدة التى يزخر بها السوق المصرى.

وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع الإقليمية، استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ووقف نزيف الدم والمأساة الإنسانية التى يعيشها الشعب الفلسطينى على مدار العام الماضي.

كما شدد على رفض مصر القاطع للعدوان الإسرائيلى على لبنان، محذراً من تداعيات التصعيد على استمرار توسيع رقعة الصراع بالمنطقة، واستعرض فى هذا السياق الجهود والاتصالات المكثفة التى قامت بها مصر.

وفى السياق أعلن وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبدالعاطى أن وزير الخارجية الابرانى عباس عراقجى سيزور مصر اليوم الخميس فى إطار الجهود المصرية المبذولة لخفض التصعيد فى المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى