فن وثقافة

أغنية فى القلب.. وفيلم على الشاشة: أعمال  أكتوبر.. «فن يتحدى الزمن»

فى شهر الانتصارات ..نعيد مشاهدة الأعمال التى تفاعل فيها المبدعون مع النصر العظيم.. سواء فى الحال  للتعبير عن الفرحة العارمة بعد أحزان الانكسار أو احتاج الأمر سنوات لاستيعاب الحدث ورصد آثاره ..

أتوقف فى هذه السطور أمام 4 أعمال متنوعة بين الأغنية والسينما والتليفزيون أعتقد أنها من أفضل ما تذيعه الشاشات طوال أكتوبر ..

أم البطل ..أغنية صانعات النصر

أبدأ بالأغنية ..ببوصلة الإعجاب نتجه نحو أغنية «أم البطل « التى تغنت بها شريفة فاضل من كلمات نبيلة قنديل وألحان على إسماعيل ..

تكرم الأغنية صانعات النصر..أمهات أبطال العبور ..سواء من استشهد فداء لوطنه أو عاد من الحرب منتصرا ..أم البطل .. المرأة التى أهدت ابنها لوطنها و أرضعته منذ صغره الانتماء والفداء..تستحق الاحتفاء ويزيد تقديرنا للأغنية التى ابتعدت عن البكائيات رغم أن صاحبة فكرتها ومغنيتها شريفة فاضل فقدت فى الحرب ابنها الطيار الشهيد سيد السيد بدير ولم تطلبها أغنية تطبطب على قلب أم الشهيد فقط بل تحيى كل أمهات أبطال أكتوبر .

ولأن نبيلة قنديل أيضا أم فشعورها بالحدث طاغ ..بين السعادة لتحريرالوطن والفخر بالأبطال وأيضا الحزن لفقدان الشهداء فحملت الأغنية كل هذه المشاعر مجتمعة واختار لها الملحن على اسماعيل آلات رقيقة تذكرنا بزغاريد أمهاتنا ..

تلخص الأغنية أحداث الحرب المتلاحقة ببلاغة وإيجاز» شد الرحال..شق الرمال ..هد الجبال..عدى المحال ..» وتتوقف موسيقى الآلات اكتفاءا بموسيقى الحدث « زرع العلم..طرح الأمل..وبقيت أنا..أم البطل».

هذا التأكيد على زرع العلم بكل ما فيه من جهد ورغبة فى الغرس القوى ومن ثم الحصاد العفى .. الأمل ..بأن النصر ليس النهاية بل هو البداية…

السينما تمهد للعبور

ومن الأفلام السينمائية يقف «أغنية على الممر» انتاج 1972 فى موقف المبادر برفع المعنويات والممهد للعبور ..يتحدث عن أبطال حرب الاستنزاف ..

يحمل فى عنوانه «الأغنية» بكل ما قد توحى به من بهجة عكس أجواء الفيلم الذى تدور أحداثه عن فرقة  جنود محاصرة لكنهم فى اللحظة الصعبة يتعرفون على بعضهم البعض ..يتقبلون تنوعهم .. يذوبون فى كيان واحد تلخصه كلمات الأغنية التى تبدأ  بهمهمة من أحمد مرعى ثم يرددها باقى الجنود  بما فيهم الشاويش محمد الصارم ..تتردد  مثل الصدى « أبكى أنزف أموت..وتعيشى يا ضحكة مصر».

هذا هو أول أفلام على عبد الخالق الروائية  وامتداد لتجربته التسجيلية «السويس مدينتي»  ..قدم  للجمهور مخرجا واعدا  ينتمى لجماعة السينما الجديدة ويحمل أفكارا عكس التيار السائد واستطاع  السيناريست المحنك مصطفى محرم تحويل مسرحية على سالم لعمل سينمائى تستشعر فيه الصدق فى كل تفاصيله وخصوصا الأداء من كتيبة ممثلين يقودهم محمود مرسى ومن ضمنهم صلاح قابيل و صلاح السعدنى و»جان» أكتوبر الأول محمود ياسين .

قصص الفدائيين فى حكايات الغريب

وربما لا تسمح الشاشة الصغيرة بأفلام حربية بانتاجات ضخمة  وممثلين نجوم شباك لكن للتليفزيون قدرة فى التقاط القصص القريبة من الناس لتصل إلى قلوبهم مباشرة و حكايات الغريب نموذج واضح على ذلك..أخرجته إنعام محمد على عن قصة لجمال الغيطانى وأنتجه التليفزيون عام 1992 ..لا يقوم ببطولته نجوم سوبر لكنهم جميعا فى مكانهم الصحيح .. محمود الجندي.. شريف منير..مدحت مرسى .. هدى سلطان ..فى دور أم الفدائيين ..أبطال يشبهون الناس العادية ولعل هذا أجمل  ما فى  فى الفيلم الذى يركز على المقاومة الشعبية فى السويس..ما فعله الشعب عندما التحم بالجيش..بطولة موجودة فى كل منا عندما تطلبه بلده..فيلم مؤثر ..وأغانى منير تزيده دفئا وجمالا ..

كتيبة الإعدام ضد الفساد

أما العمل الرابع الذى يبدو للوهلة الأولى خارج أعمال أكتوبر لكنه ينتمى لها بكل تأكيد.. كتيبة الإعدام انتاج 1989 تعاون فيه الكاتب أسامة أنور عكاشة  و عاطف الطيب ليخرج عكاشة من ملعبه المفضل بالتليفزيون ويلتقى معه الطيب فى محطة  اقتناع مشتركة لإدانة هؤلاء الذين سرقوا فرحة الانتصار واستغلوا الشعب فى فترة الانفتاح..أكتوبر هنا خلفية الزمن كان الصح صح والغلط غلط  حتى وصلنا إلى  واقع ضبابى ..يختلط فيه كل حاجة..حتى الابن لا يُنسب لأبيه..

فى الفيلم ينحاز صناعه لتنفيذ حكم العدل بأيديهم وهو ما انتقده البعض لكن الفيلم يبقى  إعلان حالة لحرب لابد أن  نخوضها ضد الفساد ..

البطولة لمعالى زايد ونور الشريف وممدوح عبد العليم ..ومن المدهش أن شرير الفيلم هو عبد الله مشرف.. الذى لا يبدو بالنسبة لنا  -وقد اعتدناه فى الأدوار الكوميدية -هذا البعبع لكنه أشبه بالمسخ الذى أفرزته الظروف الخارجة عن المألوف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى