دينا ريحان تقدم عملًا فنيًا يجسد الهوية المصرية في معرض البريكس
أثرت الفنانة المصرية دينا ريحان معرض “روسيا وأعضاء بريكس في بعد ثقافي – فن جديد لعالم جديد” الذي تم افتتاح في البيت الروسي في روما، بعمل فني متميز يعكس عمق الحضارة المصرية وتنوعها. وقد استطاعت الفنانة من خلال هذا العمل أن تجسد روح مصر وتراثها العريق بطريقة معاصرة، مما لاقى إعجاب الحضور وتقديرهم.
وعن مشاركتها وجهت في البداية د. دينا الشكر لكل من وزارة الثقافة برئاسة الدكتور أحمد فؤاد هنو، و للمكتب الثقافي المصري بروما لدعوته الكريمة متمثلا في د. مروة فوزي المحلق الثقافي المصري ود. إبراهيم الشب، والدكتورة رانيا يحيى، رئيس الأكاديمية المصرية بروما.
وقالت: ” أن هذا المعرض يقام احتفالًا برئاسة روسيا لمجموعة بريكس لهذا العام، وقد شهد حضور سفراء الدول العشر الأعضاء في البريكس. وبكلمته بالافتتاح أكد بسام راضي، سفير مصر في روما، على أهمية انضمام مصر إلى مجموعة بريكس، سواء من الناحية الاقتصادية أو الثقافية. كما أوضح كيف يمكن للفن أن يكون أداة فعالة في إنشاء روابط ثقافية بين الدول”.
وشارك أيضا من مصر الفنان الدكتور عادل مصطفي بعمل من التصوير الزيتي بالإضافة الي مجموعة من فنانين أعضاء دول البريكس.
وأضافت أن فيناي كومار، السفير الروسي، قد أشاد بمشاركة الدكتورة دينا، مشيرًا إلى أهمية تجسيد التراث المصري بطريقة معاصرة تعكس تنوع الثقافة الغني للبلاد. كما أعرب السفير المصري بسام راضي عن سعادته وفخره بمشاركة الفنانة، مؤكدًا أن عملها يمثل الأصالة والهوية المصرية ويعزز من مكانة مصر في الساحة الثقافية الدولية.
وقد قدمت الدكتورة دينا عملاً خزفياً بعنوان “الوحدة”، الذي يتناول فكرة الاتحاد بين البشر من مختلف الأعراق والخلفيات والديانات. استلهمت الفنانة تصميمها من المشربية المعمارية المصرية، حيث دمجت بين الفن القبطي والفن الإسلامي عبر نقوش مستوحاة من النسيج القبطي ، وما يميز هذا العمل هو تركه بلون الفخار الطبيعي دون أي طلاء، مما يحمل دلالة رمزية تعكس فكرة أن الإنسان خُلق من الطين، مما يرمز إلى وحدة البشرية. يعكس هذا العمل التزام الفنانة بقضايا الهوية والانتماء، ويعبر عن رؤية تتجاوز الحدود الثقافية والدينية. إن استخدام الفخار كوسيلة للتعبير الفني يضيف بعدًا آخر لفهم الفن كجزء من الهوية المصري.
تعتبر تلك المشاركة خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر والدول الأعضاء في بريكس – والتي قام بتنسيقها دكتور/ إبراهيم الشب من المكتب الثقافي المصري – والتأكيد علي إن الفن لديه القدرة على تجاوز الحواجز وجمع الناس في عالم متنوع، حيث يمثل هذا النوع من الفنون جسرًا للتواصل بين الثقافات، مما يعزز من مكانة مصر كوجهة ثقافية بارزة على المستوى الدولي.
علاوة على ذلك، يسهم هذا المعرض في تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأعضاء في بريكس، وهو أمر حيوي في ظل التحديات العالمية الحالية. إن تلك المشاركة تمثل فرصة لتسليط الضوء على أهمية الفنون في بناء جسور التواصل الثقافي والتفاهم بين الشعوب.
يعكس معرض “روسيا وأعضاء بريكس في بعد ثقافي” أهمية الفن في تعزيز التواصل الثقافي. تُعد مشاركة الدكتورة دينا ريحان تجسيدًا حيًا لهذه الفكرة، مما يجعلها مصدر فخر لمصر والفنانين العرب. وقد أهدت الفنانة هذا العمل للسفارة المصرية في روما، مما يعكس التزامها بالترويج للثقافة المصرية على الساحة الدولية. ويستمر المعرض حتي نهاية شهر أكتوبر الحالي.
تجدر الإشارة إلى أن الفنانة دينا ريحان هي دكتور في كلية التصميم والفنون الإبداعية بجامعة الأهرام الكندية، ومعارة من كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية. حصلت على درجة الدكتوراة في تخصص النحت الخزفي من أكاديمية روما للفنون الجميلة في إيطاليا وجامعة كارديف ميتروبوليتان في المملكة المتحدة، ولها العديد من المشاركات الدولية والمحلية.
وهي فنانة معروفة بأعمالها المعاصرة التي تدمج بين العناصر التقليدية والروح المعاصرة.. تتجذر أعمال ريحان في التراث المصري. ومن الأمثلة البارزة على ذلك معرضها “الرموز القبطية”، الذي ضم تماثيل خزفية مستوحاة من الأيقونات المسيحية القبطية، مما دمج بين التشخيص والتجريد والرمزية. كما عرض معرض آخر لها بعنوان “بين الرافدين والنيل” بمملكة السويد اظهر اهتمامها بالتراث وعلاقته بالتجربة الإنسانية، معبراً عنه من خلال الأشكال النحتية، فمن خلال فنها، تؤكد ريحان على أهمية الهوية الثقافية والحوار بين الماضي والحاضر، مما يجعل لها شخصيتها الفنية المتفردة .