لطفى بوشناق فى حوار مع «الجمهورية»: تكريم «أم الدنيا».. شرف عظيم
تخليت عن «لقب سفير النوايا الحسنة»..
احتجاجاً على مجازر غزة
غنيت لـ «سيد درويش»
«أنا حبيت» .. تقديراً لما قدمه للموسيقى العربية
أغنياتى
شاهدة على العصر.. وللأوبرا المصرية مكانة خاصة بقلبى ..
ومشاريعى الفنية لن تتوقف
عبر الفنان التونسى الكبير لطفى بوشناق عن حبه الشديد لمصر ولفنها الأصيل ورموزها من أساطير الغناء والطرب والتلحين الذين ساهموا فى تطوير الأغنية المصرية والعربية منذ أوائل القرن الماضى، بدءاً من عبده الحامولى وسلامة حجازى وأبوالعلا محمد، مروراً بسلطانة الطرب منيرة المهدية، وانتهاءً بفنان الشعب سيد درويش والذى كان أكبر من ساهم فى تجديد الأغنية الشرقية، وانتهز لطفى بوشناق حضوره لمهرجان الموسيقى العربية وتكريمه فى حفل افتتاح المهرجان ليقدم أغنية خاصة لشيخ الملحنين سيد درويش بعنوان «أنا حبيت وإتحبيت» وهى أغنية تونسية خالصة كلماتً ولحناَ وغناء، فالأغنية من كلمات الشاعر أحمد آدم وألحان عبدالحكيم بلقايد.. وغناء الفنان لطفى بوشناق .
ويقول النجم التونسى لطفى بوشناق: أغنية «أنا حبيت وإتحبيت» لا تعبر فقط عن حبنا الكبير لمصر، أو لسيد درويش الذى يعتبر رمزاً من رموز الغناء والتلحين، بل إن الأغنية أيضاً تحمل رسالة هامة، بأنه يجب الحفاظ على الهوية الموسيقية العربية وبإيقاعاتها عن طريق الاقتداء بأساتذتنا الكبار الذين ساهموا فى التطوير الذى نعيشه الآن بفضل العمالقة، لذا كان أقل واجب أن أهدى لروح الاستاذ الكبير تلك الأغنية التى نعبر من خلالها عن حبنا وامتناننا لما قدمه فى تاريخ الموسيقى العربية والشرقية .
> كيف كان شعورك عندما تلقيت رغبة المهرجان فى تكريمك بالدورة الـ 32 ؟
>> أجاب : بمجرد أن أبلغتنى إدارة المهرجان تكريمى فى الدورة التى أهديت للفنان سيد درويش شعرت بالفخر والإعتزاز بتكريمى من مصر أم الدنيا، وأنه شرف عظيم أناله، بأن يرتبط اسمى باسم هذا الفنان العملاق سيد درويش الذى تتلمذت على أعماله أنا وأبناء بلدى تونس، بل وكل فنانى الوطن العربى، كما أن التكريم جاء من جهة لها مكانتها فى الوطن العربى، وهى دار الأوبرا التى تحتضن مهرجان الموسيقى العربية الذى وضع بصمته منذ دورته الأولى، كما أن المهرجان له فضل كبيرعلى شخصى، فقد عرفت على مستوى الجمهور العربى من خلال حفلاته، وهى كانت نقطة تحول لى فى مسيرتى الفنية.
> هل شعرت بتجاوب الجمهور معك على المسرح بغنائك « أنا حبيت وإتحبيت» ؟
>> قال: بالطبع شعرت بإعجاب الحضور من جمهور الحفل حيث نالت الأغنية رضاهم، كما علمت أنها نالت تقدير الجمهور المتواجد عبر شاشات الفضائيات، والحقيقة أننى لا استطيع أن أتأخر عن دار الأوبرا والمهرجان، لذا كان لا بد أن أتواجد فى تلك المناسبة العظيمة بالاحتفال بمئوية سيد درويش، وأن أرد له جانباً من فضله على الموسيقى بتلك الأغنية ومطلعها كالأتى :
أنا حبيت وإتحبيت..
وداريت وإتمنيت روحى تعيش
.. فى كلامى شجن عطش للفن
.. عطش الجناحين للريش..
فينك يا عبد الحى سلامة..
فينك ياسى سيد درويش .
> وماذا يعنى إرتداؤك الكوفية الفلسطينية المزينة بعلم فلسطين فى حفل الافتتاح؟
>> قال الفنان لطفى بوشناق : أنا رجل عربى من دولة تونس، وأعشق عروبتى، وأقف دائماً فى كل المناسبات مع حقوقنا العربية، وعندما أقول عربى، فهذا يعنى أننى رجل فلسطينى أشعر بآلام كل فلسطينى، لذلك حرصت على صعودى للمسرح فى حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية بأن أكون مرتدياً الكوفية المزينة بعلم فلسطين الحبيبة تضامناً مع أبناء شعب فلسطين، ومن هنا ومن قلب مصر النابض أوجه تحية للشعب الفلسطينى المكافح الصامد امام كل الأنواء والعواصف والظروف الصعبة التى يعيشها،وأقول لإخوتنا فى فلسطين جزء من كلمات كتبها الشاعر المصرى ماجد يونس يقول فيها : خليك صامد يا فلسطينى.. رد إيمانى ورد يقينى.. بأن الحق طريقه القوة.. خليك صامد وإسرى فى روحنا.
> دائماً ما يكون لك رد فعل قوى بعمل فنى يعبرً عن تضامنك ضد الاحداث.. فما هو رد فعلك لأحداث غزة الدامية؟
>> أجاب: بعد ايام قليلة من عدوان المحتل الإسرائيلى على أهل غزة، لم أتمكن من مواصلة مشاهد القتل والعنف ومذابح سفك الدماء، فإتصلت بالمسؤولين بالأمم المتحدة، بإعتبارى سفيراً للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، مطالباً بأن يكون هناك موقف إيجابى من تلك الأحداث بإيقافها، ولكننى فوجئت بصمت رهيب، لذا أعلنت فى نفس شهر بداية العدوان فى أكتوبر العام الماضى التخلى عن لقب سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، فما فائدة هذا اللقب بدون العمل به أمام المجازر اليومية التى يرتكبها المحتل الإسرائيلى ضد ألاف الأطفال الأبرياء وأسرهم، وأنا بطبعى عاشق للأطفال حتى أننى قدمت لهم ما يقرب من 30 ابتهالاً دينياً، كما أنا رجل أحمل رسالة يجب أن أكون أميناً عليها، فأنا من الفنانين الذين يتواكبون مع الأحداث .
> لماذا تنفرد بين الفنانين بإنتاجك لأعمالك الفنية؟
>> قال بوشناق : نعم كل أعمالى ومشاريعى الفنية من إنتاجى الشخصى، منذ بداياتى لم ألجأ لأى جهة إنتاج لأنى أرفض إملاءات المنتج أو شركات الإنتاج فى أعمالى التى أؤمن بتقديمها لجمهورى، والجمهور معجب بها بسبب تطرقى لمواضيع وقضايا مختلفة وإن كانت مرتبطة بالواقع المعاش، وكلها والحمد لله نجحت لأنها قضايا إنسانية فى المقام الأول، فليس معنى أننى مطرب أن أغنى للحب والعشق، فأغنياتى شاهدة على العصر .
> ما هو سر النجاح الكبير لأغنيتك «أنا المواطن» ؟
>> قال: قدمت أغانى كثيرة مرتبطة بالسياسة والاوضاع الفلسطينية وما يحدث فى العراق واليمن وسوريا، ولكن تلك الأغنية ارتبط بها أبناء الشعب العربى لأنها تنتقد الأوضاع السياسية والاقتصادية عامة فى الدول العربية، فشعر كل مستمع لها أنها تعبر عنه وعن رأيه فى أوضاع الوطن، بسبب أطماع البعض، ومن خانوا أوطانهم ومن يريدون تحويلها إلى مصدر لمصالحهم الخاصة.
> وماذا عن أعمالك الفنية الجديدة؟
>> قال : هناك مشاريع فنية كثيرة فى ذهنى، ولكنها مرتبطة بوقت ومواعيد محددة لكى تظهر للنور، وما دمت قادراً على العطاء فالمشاريع الفنية لن تتوقف، وطالما أمتلك صوتى واحافظ عليه فدائماً ستجدنى فى الساحة .