أمير الغناء العربى: « الموسيقى العربية»رسالة قوية.. ولن أبتعد عنه
أعشق عبدالحليم..وأستمتع بأغانيه الخالدة
لا أجد نفسى ممثلاً فى السينما.. وأنتظر منتجاً لمسلسل درامى كبير
كنت أغنى مع كورال الأطفال وراء عبدالحليم «بالأحضان»
لم يحظى بلقب «أمير الغناء العربى» من فراغ ، وانما لانه نجح أن يصل إلى قلوب ملايين العرب بصوته وأغانيه المميزة والتى تبقى فى الوجدان المطرب عانى شاكر حالة فنية خاصة ، وصوت مختلف ومنذ صعد المسرح الكبير بدار الأوبرا منذ أكثر من ربع قرن وهو أحد النجوم الذى لا يتخلى عنه مهرجان الموسيقى العربية بسبب الاقبال الجماهيرى على حفلاته، والذين يحرصون على الاستمتاع بصوته العذب والانسجام مع أغنياته الحديثة والقديمة معاً، هانى شاكر يحرص على التواجد فى دورات المهرجان المتتالية، بل إنه يعتذر عن حفلات خارج مصر والتى قد يتواكب موعدها بالمصادفة مع موعد المهرجان مفضلاً مهرجان الموسيقى العربية ليلتقى بجمهوره .
> سألته هناك حرص شديد منك على المشاركة فى المهرجان الموسقى العربية..لماذا؟
مهرجان الموسيقى العربية يعتبر من أقدم المهرجانات الغنائية والموسيقية فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهذا العام وصل للدورة الـ32، ولا أعتقد أن هناك مهرجاناً غنائياً استمر بصفة متواصلة تلك السنوات الطويلة، وهذا يدل على قيمة المهرجان، ونحن كفنانين حريصون على المشاركة فيه، لأنه مهرجان كبير وله ثقله الفنى والجماهيري، وكل الفنانين العرب حريصون على المشاركة فى حفلاته، وهو يحمل رسالة قوية ثقافية فنية هى الحفاظ على الأصالة والطرب الجميل المحترم تجاه الموجات المتلاطمة من متسلقى الفن وأدعيائه.
غياب جسار والحلاني
> بالرغم من حرص نجوم مصر والعرب على المشاركة فى حفلات المهرجان.. الا أننا فوجئنا باعتذار نجمى لبنان عاصى الحلانى ووائل جسار عن الحضور،.. فما تعليقك على انسحاب النجمين من حضور الحفلات؟
الله يكون فى عونهم فى ظروفهما بسبب ما يحدث فى لبنان، نحن هنا فى مصر عندنا حزن كبير تجاه لبنان وأهلها ونتمى أن تعود الأمور لطبيعتها، وبالطبع عاصى وجسار يشعرون أن الظروف لا تسمح لهم بالوقوف على المسرح بينما اخوانهم وأهلهم يعيشون فى محنة شديدة، ونحن فى مصر نتعاطف مع الشعب اللبناني، وأنا لست أتحدث مدافعاً عن غيابهم، ولكنى أتكلم كفنان يملك الإحساس والشعور بالآخر، فأنا أقدر ظروفهما وسبب اعتذارهم عن المشاركة، والله يكون فى عونهما، ولكن حقيقة غيابهم خسارة كبيرة للمهرجان فى عدم تواجدهما معنا.
> هل مهرجان الموسيقى العربية فى المرحلة الراهنة يحتاج الى تطوير للحفاظ على مكانته؟
قال: استمرارية المهرجان نجاح كبير له، بالرغم أن بعض الدورات تصادفت بوقوع أحداث خارجة عن ادارته، لكنه لم يتوقف واستمر، وهو ثبت أركانه ليس فى مصر فقط ولكن فى كل الدول العربية، ووزارة الثقافة ودار الاوبرا يعملون على استمراره ويثبتون خطاه كل عام والا لما كان استطاع أن يستمر كل تلك السنوات، فى نفس الوقت أتمنى أن تزداد فى مصر المهرجانات الغنائية المحترمة وأن تكون لها أهداف ايجابية مثل مهرجان الموسيقى العربية.
تكرار الأغاني
> هناك البعض ينتقد تكرار أغانيك فى كل حفلة.. فما هو تفسيرك بأن هناك عدد من الأغانى تعيد تقديمها فى كل حفلاتك على مدار دورات المهرجان؟
أحرص على أن أقدم فى كل حفلة أعمالاً جديدة، أو أغنيات مضى عليها وقت لم أقدمها منذ فترة، حتى أننى أضع فى أجندة بروفاتى أغنيات أكثر من المعدل تقديمه فى الحفل كى أرضى الجمهور، ولكن هناك ثوابت.. بمعنى أن هناك أغنيات لا استطيع عدم غنائها لأن الجمهور جاء ليسمع تلك الأغانى «لايف»، مثل أغانى نسيانك صعب أكيد ما لهووش غير حل وحيد، وانتِ لسه بتسألي، لو بتحب حقيقى صحيح، وماتهدديش بالانسحاب، وكده برضه ياقمر، فتلك الأغنيات وغيرها الجمهور يحب الاستماع اليها، ولا يشعر بالملل من سماعها، بل إنه حريص على الاستماع اليها لأنها قد تكون قريبة من قلبه أو تحمل ذكريات جميلة له، حتى ان البعض تذرف دموعه وهو يستمع اليها.
اتذكر اننى التقيت ببعض من الجمهور عقب حفلة لى مباشرة بالأوبرا، وفوجئت بتوجيه اللوم لى لأننى لم أغن أغنية من تلك الأغنيات، وأنهم كانوا يتمنون الاستماع اليها فى الحفل، بالرغم أننى قدمت كل الأغانى التى يحبونها.. ولكن لأن القائمة نقصت أغنية منهم وأعتقد أنها أغنية «ما تهدديش بالانسحاب» جعلتهم خرجوا من الحفل وهم مكسورون الخاطر، فما اقصده أن هناك أغانى بعينها لا استطيع عدم ترديدها فى الحفل، وان تأخرت فى تقديمها أجد الجمهور يطالبون بندائهم أن أغنى إحداها خوفاً ان الحفل ينتهى بدون الاستماع الى تلك أو تلك، فهناك أغان أعتبرها ثوابت فى الحفل يجب تقديمها بناء على طلب الجمهور.
أغانى العمر كله
> بالمناسبة هل لديك أغانى مفضلة؟
بالنسبة لى أنا أيضاً أحب تلك الأغانى واحساسى بها كبير، وبصراحة عندما أغنيها أكون فى قمة سعادتي، لا أتضايق أو أزهق من غنائها، وعلى فكرة هذة سمة الفن اللى بيعيش ويستمر، أنا لا أفرح أعمل أغنية جديدة ثم بعد شهرين أو تلاتة الناس تنساها، فما يسعدنى أن تلك الأغانى مرت على تقديمها سنوات طويلة، ولكن الجمهور عندما أغنيها كأنه يسمعها لأول مرة، وتلك الأعمال هى التى تستمر العمر كله، وهو ما يحدث مع أغانى كوكب الشرق أم كلثوم الأطلال وانت عمرى وألف ليلة وليلة وهو صحيح الهوى غلاب وفات الميعاد وهذه ليلتي، كل تلك الأغانى وغيرها بالعشرات نحب الاستماع اليها فى الحفلات بالرغم أنها من أصوات أخرى وليس صوت أم كلثوم.
نفس الأمر ينطبق على أغانى عبدالحليم حافظ، نحضر حفلات ونسمع أصواتاً تغنى أهواك وموعود وبتلومونى ليه وفى يوم فى شهر فى سنة، فنحن نحب الاستماع لتلك الأعمال لأن تلك الأغانى ثوابت لا نمل من الاستماع اليها، وقس على ذلك أغانى لفريد الأطرش ومحرم فؤاد وفايزة أحمد ووردة وعبدالمطلب نحب الاستماع الى أغانيهم أو أغان محددة من جملة أغانيهم فى الحفلات، وأنا أيضاً هناك مجموعة من الاغانى لا مفر من تقديمها فى حفلاتي.
> متى سنرى هانى شاكر ممثلاُ على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة؟!!
مشكلتى الأساسية فى الوقوف أمام الكاميرا كممثل هو أننى مشغول دائماً فالحفلات فى مصر وخارجها أخذتنى من فكرة التمثيل، وان كنت أرى أن المناخ العام فى السينما غير متاح لي، فكل التركيز والاهتمام من المنتجين فى الأفلام الكوميدية بلا مواضيع هادفة، بمعنى أننى لن أجد نفسى فى السينما، وان كانت هناك فرصة بأن أقدم مسلسلاً درامياً فى الشاشة الصغيرة، فهناك كاتب وسيناريست كشف لى عن مسلسل كبير ومستواه جيد من حيث الفكرة والموضوع والحوار وبه أحداث متنوعة، أتمنى أن يجد شركة الانتاج المناسبة التى تقدر هذا العمل وتنتجه، فأنا لا أريد أن ألعب بطولة مسلسل لمجرد التواجد فقط.
نقابة الموسيقيين
> بعد تركك منصب نقيب الموسيقيين.. كيف ترى اداء النقيب مصطفى كامل ؟!
مصطفى صديق عمري، وهو من الناس اللى بحبهم، وقد اشتغلنا معاً كثيراً وقدمنا أعمال ناجحة، وهو بيحاول يثبت وجوده كنقيب للموسيقيين، والحقيقة موضوع النقابة متعب جداً، ولقد أخذ وقتاً كبيراً من حياتي، والله يكون فى عون مصطفى كامل، لأن العمل العام لا يرضى كل الناس، فكل واحد عنده مشكلة ما فيعتبرها هى المشكلة الأولى والأخيرة فى النقابة، والنقابة بالنسبة لى فى فترتى كان فيها مشاكل كثيرة، فعندما كنت نقيباً كانت الاتصالات ورنات التليفون لا تتوقف حتى الفجر، بل بداية من استيقاظى حتى تانى يوم فى الفجر، أى ان العمل النقابى يحتاج تفرغاً.
فى العامين الأخيرين لى كنقيب ومع ظهور أغانى المهرجانات ومشاكلها انشغلت بها على حساب أشياء أخري، كنت أريد تنظيم العمل بها، وكنت أسعى أن يكون تواجدهم من خلال النقابة، لأن المفروض أى مهنة من يعمل بها أن يحمل كارنيه النقابة، ولكن هناك البعض يريدها فوضى لكى يستفيد من تلك الحالة، وأنا أرفض حالة الفوضي، فالله يكون فى عون مصطفى كامل مع مجلس الادارة، فالمسئولية كبيرة، وبدعو له بالتوفيق.
> هناك بعض الفنانين من نجومنا اتجهوا للعمل كمذيعين فى القنوات الفضائية.. ما رأيك؟!!
وليه لا.. فكل واحد من الزملاء الفنانين يجد فى نفسه موهبة العمل كمذيع فليعمل بها، والمهم أن يمتلك الكاريزما والحضور ليصبح مذيعاً ناجحاً، وقد حدث هذا الأمر منذ زمان، فطالما الفنان أو الفنانة متمكن من اجراء اللقاءات والحوارات وعنده القدرة والموهبة فليعمل بها.. فذلك شئ جميل.
العندليب.. حلماً
> نعود إلى الوراء ونسألك.. علاقتك بالعندليب الراحل عبدالحليم حافظ؟!
علاقتى بعبدالحليم حافظ لم تكن منحصرة فى اعجاب فنان بفنان، ولكن علاقتى به بدأت منذ الطفولة، وان كانت محدودة، فأول مرة شاهدت عبدالحليم حافظ وجهاً لوجه عندما كنت طفلاً ضمن فريق كورال الأطفال نردد خلفه أغنية «بالأحضان» فى استديو التليفزيون، وأذكر كانت أمنيتى ومن أحلامى أروح أسلم عليه لكننى خجلت، ولم أملك الجرأة فى الذهاب لأسلم عليه، ولكنى كنت سعيداً وأنا أراه أمامى وأغنى خلفه فى الأستديو والمسرح، وكيف لا وهو نجم النجوم، ومهما يكن لن أستطيع أن أصف سعادتى برؤيته، كما اكتشفت منذ فترة قريبة أننى غنيت وراءه فى القصيدة الوطنية «احنا الشعب» عندما شاهدت اذاعة تلك الأغنية على قناة «ماسبيرو زمان» فوجدت نفسى واقفا خلفه ضمن اطفال الكورال، وكان بجوارى أيضاً شقيقى محمد، فقد تم الاستعانة بكورال الفنانة الكبيرة رتيبة الحفنى لنغنى وراء العندليب.
وعندما دخلت مجال الغناء باحترافية، التقيت بعبدالحليم حافظ مرتين، وفى المرتين جاء حليم ليسمعنى أغنى فى بعض الحفلات بالفنادق الكبري، وعندما شاهدته فى احدى تلك الحفلات أول مرة أصررت أن أكلمه وأجلس معه لأعبر عن حبى الكبير له، مؤكداً عشقى له منذ الطفولة، وأنه بالنسبة لى هرم فنى كبير لا أنكره، وفى المرة الثانية التى شاهدته فيها وجهاً لوجه فوجئت به يصعد لمسرح الحفل ويغنى معى دويتو أحد أغنياتى لأنه تأكد مقدار حبى الكبير له، وللأسف الشديد كان ذلك آخر لقاء، وبعدها بفترة قصيرة سافر حليم لرحلته الأخيرة الى لندن ولاقى ربه خلالها.
أحفادى حياتي
> ما أخبار أحفادك؟
منورين حياتى أنا وزوجتى نهلة.. هم قمرات.. ربنا يبارك فيهم وكل اللى زيهم، أنا سعيد بلقب الجد، شئ يفرحنى مجدى ومليكة.. وربنا رزقنى بحفيدة ثالثة من ابنى شريف، وأطلقنا عليها اسم «دينا شريف» ربنا يحرسهم جميعاً.. دول نور عينيا ومصدر سعادتى وفرحتي، فأحفادى أهم شئ فى حياتي، وهم الشئ الجميل فى بيتنا وحياتنا.
> وماذا عن حفلاتك القادمة؟
الحمد لله الحفلات لا تتوقف داخل و خارج مصر سواء فى دول الخليج أو سوريا ولبنان والأردن، فعندى حفلة فى 26 ديسمبر القادم بأوبرا دبي، وهناك حفل آخر نهاية شهر أكتوبر الحالى فى حديقة الشهيد بالكويت، وعلى فكرة كان عندى حفل الشهر الماضى مخصص لأغانى عبدالحليم حافظ قدمته بأوبرا الكويت، لأنى أعشق العندليب وأستمتع بأداء أغانيه الخالدة والحقيقة مستوى الحفلات فى الدول العربية رائع، كما أن أوبرا الكويت تحفة فنية إلى جانب الامكانيات من صوت واضاءة ومبني، وعندما تقف على المسرح هناك تشعر باحساس الفخر، حتى أننى أتساءل مع نفسى لو كانت تلك الامكانيات أو تلك المسارح متواجدة زمن حليم وأم كلثوم وفريد الأطرش فماذا كانوا سيقدمون من فن، المؤكد كانوا سيبهروننا أكثر.
وأنا سعيد بتلك الطفرة الفنية فى بلادنا العربية، كلها بوادر خير، وأوبرا عمان أيضاً شئ رائع، واتطلع للوقوف على مسرح أوبرا دبى نهاية هذا العام، كما أن حفلات السعودية يتم تقديمها على أعلى مستوي، فالحفلات رائعة وكل شئ مدروس من الصوت والاضاءة وأعداد العازفين فى الفرق الموسيقية، ما يقدم فى حفلات السعودية بمسارحها العملاقة شئ رائع من حيث المستوى التقنى والفني، فطالما هناك امكانيات تم ترجمتها بطريقة صحيحة ستجد النتائج هائلة.