أخبار مصر

الشائعات..الحرب القذرة لتشويه مصر

من يرصد الواقع بحيادية يدرك منذ اللحظة الأولى أن مصر فى مرمى نيران الشائعات، مستهدفة من كل الاتجاهات.. كم من الشائعات لا حصر له، وماكينة بث الأكاذيب لا تكل ولا تمل بشكل يومى أو قل بشكل لحظي، وخاصة على صفحات الفضاء الإليكتروني، التى تنشر بشكل عبثى وأيضا همجي، لا يمت للواقع بصلة ولا يدركه عقل ولا يحسبه منطق، فضاء لا ضبط ولا مراجعة لكل ما يلقى عليه بهدف تشويه الدولة المصرية.

نعم مصر ومنذ أحداث يناير 2011 وهى فى مرمى نيران هذه الشائعات، التى تستهدف النيل منها ومن مواقفها سواء فى الداخل أو فى الخارج، وأبرزها الموقف المصرى من القضية الفلسطينية ودعمها لحقوق الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي، والدولة المصرية بدورها تحاول مواجهة هذه الشائعات، من خلال أدواتها وآلياتها الشرعية، ورغم صعوبة المهمة إلا أن الدولة قادرة على مواجهتها بالفعل ورهانها الأساسي، وعى المصريين وقدرتهم على تمييز الخبيث من الطيب.. «الجمهورية» بدورها ناقشت الخبراء حول هذه الشائعات وأهدافها ونتائجها وآليات مواجهتها.

يؤكد اللواء دكتور سمير فرج الخبير الإستراتيجى أننا نعيش الآن فى عصور الجيلين الرابع والخامس وطبقا لما اصدرته كلية الدفاع لحلف الناتو فى بروكسل فى مقدمة حروب الجيلين الرابع والخامس فإن مصر استطاعت عبور هزيمة 67 ولم تسقط، ولم ينجح العدو فى بث روح اليأس، حيث نهض جيش مصر بعد الهزيمة ليعيد بناء قدراته ويبدأ معارك الاستنزاف والانتصار بسبب وجود شعب قوى وقف خلف قواته المسلحة، وبالتالى بدأت كلية الدفاع الوطنى لحلف الناتو فى دراسة هذا الامر ووصلت إلى أن الحروب الجديدة لم تعد حرب دبابات ومدافع بدليل انها لم تؤد مهامها فى حرب 67 وأن أسهل الطرق لإسقاط الدول هو نشر الشائعات والأكاذيب بين أفراد الشعب وهو ما تتعرض له مصر حالياً بسبب مواقفها الواضحة وإفشالها مخططات عديدة فى المنطقة وهدف الشائعات أن الشعب يفقد الثقة مع مؤسسات الدولة والحكومة والقوات المسلحة وإحداث فجوة بينهم وإسقاط الدولة المصرية.

أشار اللواء سمير فرج إلى أنه لا أحد يجرؤ أو يفكر فى مواجهة مصر عسكرياً لأن الجميع يعلم أنه أقوى جيش عربى فى أفريقيا لذلك يلجأون إلى استهداف الوعى من خلال نشر الشائعات، مرة شائعات تخص أموراً داخلية ومرة عن موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية ومرة لاستهداف الجيش، وكل هذا لإسقاط عقول المواطنين ومن ثم إسقاط الدول، وحذر من الشائعات وخطرها على المجتمع، مشدداً على ضرورة العمل على تحصين العقول بتحفيز الوعى والوقوف ضد حملات التشويه التى تستهدف على الأخص عقول الشباب، للحفاظ على أمن واستقرار وسلام الدولة، وضرورة التأكد من الخبر أو المعلومة قبل نشرها حتى لا نساعد عدونا.

غزو فكرى وثقافي

أكد اللواء عادل العمدة المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية أن نشر الشائعات والأكاذيب هو البديل للحرب التقليدية من خلال الغزو الفكرى والثقافى بالشائعات فى ظل الحرب على الدولة المصرية بديلاً عن المعركة العسكرية بعد أن أيقنوا مدى جاهزية ومستوى القوات المسلحة خلال الفترة الماضية وكان البديل هو نشر السموم والأكاذيب وعمليات التشكيك لتحقيق اهدافهم وأبرزها إيجاد حالة من عدم الاستقرار من خلال التظاهر وإحداث أزمات بصفة مستمرة والتشكيك فى كل شيء وهذه هى أدواتهم الفاعلة المؤثرة ومن خلالها يستطيعون تحقيق نتائج بسرعة.

أوضح اللواء عادل العمدة أن الهدف الرئيسى لهم التشكيك فى القيادة السياسية وقدرتها على اتخاذ قرار، والتشكيك فى دور مصر الفعال والقدرة على التعاطى مع الأحداث الجارية وإحداث حالة من عدم الثقة بين الشعب وقيادته فى ظل وجود حالة من التناغم بين عناصر الدولة المصرية والقوى الشاملة، أصبحت الشائعات إحدى الأدوات الفاعلة الناعمة بدون أسلحة وذخيرة لإحداث حالة إحباط للشعب المصرى واستغلال للأزمة الاقتصادية والتى من الممكن أن تساعدهم لإثارة المشاكل وتضخيم هذه المشاكل للوصول إلى هدفه وهو إنهاك الدولة المصرية خاصة فى ظل الموقف المصرى الواضح ضد تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية.

توقع اللواء عادل العمدة أن تستمر تلك الشائعات فى الفترة القادمة، مشدداً على ضرورة تعميق التواصل بين أجهزة الدولة والشعب خلال الفترة المقبلة، ويجب أن يستمر وتزداد كثافته، فى إطار إظهار الحقائق وعرضها على الرأى العام، وهناك متحدث رسمى فى كل وزارة أو هيئة من أجل التفاعل المباشر مع الرأى العام والتواصل معه لعرض الحقائق المجردة، بهدف مواجهة الشائعات وقتلها فى مهدها قبل أن تظهر.

حرب نفسية

أكد اللواء نصر سالم المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية للدراسات الإستراتيجية أن مصر مستهدفة بكل الوسائل، ونحن فى زمن الحرب الهجين بمعنى أن أى شيء يؤثر على عدوك افعله سواء بمعلومة أو شائعة أو حرب عصابات أو تقليدية بحيث تؤثر عليه وتضعفه وهذا هو السائد الآن أن تجد عدوك يبحث عن نقاط ضعفك حتى يهاجمك منها، ولدينا بكل أسف فى مصر ظاهرة سلبية هى ترديد الشائعات وانتشارها بشكل كبير داخل المجتمع وهو ما يستغله عدونا بالحرب النفسية وحروب الجيل الرابع من أجل أن نفقد الثقة فى أنفسنا وقيادتنا وكل شيء من خلال نشر معلومات خاطئة.

أشار اللواء نصر سالم إلى أن كل وزارة بها متحدث رسمى يجب أن يكون مسئولاً عن نشر المعلومات الرسمية ونفى أى أخبار غير صحيحة على الفور وتكذيب أى أخبار غير مؤكدة تماماً، حتى لا نتفرق وتضيع وحدتنا وكى لا نخسر ويكسب عدونا.

قال اللواء محمد الشهاوى الخبير الإستراتيجى والعسكرى إن الشائعات والحرب النفسية إحدى أدوات حروب الجيل الرابع الهدف منها هو فقدان الثقة بين الشعب والقيادة السياسية والحكومة وأيضا خفض الروح المعنوية للشعب وزعزعة الاستقرار والتحريض على بث الفتن بين طوائف الشعب المختلفة.

أشار الخبير الإستراتيجى إلى أن الشائعات والحرب النفسية أقوى من الحروب التقليدية التى تطورت وأصبحت حروب الجيل الرابع ليس مهمتها القضاء على الجيوش العسكرية ولكن الهدف الأساسى تدمير المجتمع من الداخل من خلال نشر الشائعات وخفض الروح المعنوية لإحداث فتنة وحالة من التشكيك فى ثوابت الدولة وقواتها المسلحة، وهو ما يحاولون تحقيقه خلال الفترة الأخيرة وهم لا يدركون قيمة الجيش عند المصريين وثقتهم التى لا تتراجع فى القوات المسلحة، وغزو المجتمع بالمخدرات لتغييب وعى الشباب بالإضافة إلى وجود أساليب أخرى لزعزعة الاستقرار وعدم الاطمئنان فى المجتمع.

طالب اللواء محمد الشهاوى بتوعية الشباب والمواطنين وتحذيرهم من ترديد الشائعات بالإضافة إلى تواصل المسئولين بصورة مستمرة مع الرأى العام وتكذيب أى أخبار غير صحيحة، ويجب أن نثق فى القيادة السياسية وأجهزة الدولة وقواتنا المسلحة التى تحمى الأمن القومى المصرى لأن القوة هى مصدر الأمان والضعف دعوة للعدوان، وجيشنا يحتل المركز الثانى عشر على مستوى العالم طبقاً لتقرير جلوبال فاير باور، والقوات البحرية فى المستوى السادس على مستوى العالم، أما المفاجأة القوات الخاصة المصرية فى المرتبة الأولى على مستوى العالم قبل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى