شباب التدوير هزموا السحابة السوداء
مستعدون دائما للتصدى للسحابة السوداء التى تزور محافظات الأرز فى مثل هذا التوقيت، بعد اكتشاف السبب فى حرق قش الأرز للتخلص منه فى الحقول.
المواجهة الفعالة تتطلب حلولا عملية ومبتكرة بجانب الرصد والرقابة وهذا ما تحقق هذا العام مع منظومة إعادة تدوير قش الأرز وضعتها وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية والجهات المعنية، فتعددت استخدامات هذا القش الذى ظنه الفلاح مجرد مخلفات عليه التخلص منها.
رصدنا التجربة مع شباب كفر الشيخ.. أكثر المحافظات تضررا لنشاهد تجمعات الشباب فى مواقع تجميع القش وفرمه وكبسه ليكون مستعدا لإعادة تدويره ودخوله فى صناعات مثل الأسمدة والورق والعلف.
فى كفر الشيخ المحافظة الأولى فى زراعة الأرز.. وجدنا شبابا متحمسا للتصدى للسحابة السوداء بعملية واحترافية.. بعيدا عن كابوس الحرق وانبعاثاته من الحرائق والأدخنة السوداء الذى أسفر عن خلل بيئى يدفع ثمنه الجميع خصوصا مرضى الأمراض الصدرية.
تجولنا فى مركزى مطوبس والرياض حيث مراكز تجميع قش الأرز وإعادة تدويره والتقينا مع شباب وعمال اليومية سعداء بالمهمة وأصبحوا خبراء فى تحويل القش المجمع من حصاد المحصول إلى علف للمواشى وخشب حبيبى يستخدم فى صناعة الورق والأثاث وسماد عضوى للتربة وغيرها من المنتجات.
حكاية السماد
عمر أبوالمكارم طالب بمعهد خاص – ينتظر موسم الحصاد هو وأصدقاء الدراسة ليشاركوا فى تصنيع القش مقابل أجر يومى من 150 إلى 200 جنيه حسب الإنتاج، يحولون القش إلى سماد مفيد للمزارعين ويمنع التلوث المسبب للاختناقات والأمراض المزمنة.
«الكمبوست» هو سماد عضوى صناعى من قش الأرز يستخدمه المزارع أثناء حرث الأرض ويزيد من مناعة النباتات ضد الأمراض والحشرات.
تعلم عمر صناعته بالصدفة بعد مشاهدة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى عن تجربة عملية ووجدها طريقة سهلة حيث يقوم بجمع قش الأرز ونشره فى الشمس لعدة أيام حتى يجف ثم بعد ذلك يقوم بعملية تخمير القش بعد إضافة اليوريا والحقن بالأمونيا وتركه لأيام قليلة ثم بعد ذلك يتم فرم القش وتعبئته فى شكائر ثم بيعه للمزارعين.
مواصفات للقش
بينا يرى صابر عبدالحكيم ورضا مصباح ورشاد صبحى بمراحل تعليم مختلفة أن إعادة تدوير القش أصبحت مصدر رزق يبدأ مع حصاد محصول الأرز بتجميع القش وتكبيسه، وبعد انتهاء موسم الحصاد يتفرغون لتسويق وبيع ما تم كبسه للتجار والمصانع وأصحاب المواشى ومزارع الدواجن.
ويحددون مواصفات القش الجيد أن يكون نظيفا خاليا من العفن، وناتجا من محصول نفس العام، حيث ان محصول الأرز يزرع خلال شهر مايو أو يونيو من كل عام وفقا للمنطقة المزروع فيها وكمية المياه المتوفرة، وتمر زراعته بعدة مراحل حتى الحصول على القش بعد حصاده.
تبدأ عملية تدوير القش بمرحلة التجميع بعد الحصاد ثم مرحلة التنعيم والقص، ثم تأتى المرحلة الأخيرة وهى التكبيس باستخدام آلات وماكينات الزراعة، وتحوله لسلعة ذات قيمة كالسماد العضوى والأعلاف، وكبديل لتبن القمح فى فرش المزارع للدواجن، والخشب الحبيبي، والأوراق، مؤكدين أن قش الأرز أصبح له أهمية كبيرة فى الآونة الأخيرة، وقيمة مضافة لمحصول الأرز، ومشروعا اقتصاديا مربحا فى حال بيعه أو تحويله إلى علف للحيوان.
تركنا الشباب فى مهمة عمل تتصدى للتلوث وقطع دابر السحابة بإجراءات عملية يقودها الشباب فتحقق الوقاية ويحصلون على مصدر رزق فى نفس الوقت.