حتى لا ننساهم»: شرير السينما الظريف!!
إستيفان روستى هو أحد نجوم السينما المصرية فى عهدها الأول، فنان من أيام الزمن الجميل، بل أنه من الرعيل الأول من مؤسسى السينما المصرية، فقد كان ممثلاً بارعاً بأداء تمثيلى رائع من الطراز الفريد، لم يقلد أحداً، ولم يتمكن أحدهم من تقليده، فأداؤه من نوعية السهل الممتنع، وهو رائد من رواد مدرسة التلقائية، كما أنه من أهم كوميديانات السينما المصرية الذى يضحكك بأقل مجهود، وقد برع فى أداء أدوار الشر ولكن بخفة ظل حتى أطلقت عليه عدة ألقاب تعبر عن أدائه منها «الشرير الظريف» و» الشرير الأرستقراطي» و»الخواجة الشرير» و»شرير السينما المصرية الظريف» وغيرها من الألقاب التى تعبر عن أدائه كمنافق وانتهازى وأفاق.
اشتهر إستيفان روستى بأفيهاته فى أفلامه، ولاقت تلك الإفيهات قبولاً عند الجمهور والتى ما زالت متداولة ويتم ترديدها حتى الأن، ومن الإفيهات الشهيرة التى نحفظها عن ظهر قلب «مرحب يادنجل» و»فى صحة المفاجأت»، و»والنبى صعبان عليا» و»اشتغل ياحبيبى اشتغل»، إلا أن أشهرها على الإطلاق قوله «نشنت يافالح» عندما أطلق أحد أعوانه فى التشكيل العصابى رصاصة قاتلة عليه، فقال تلك العبارة التى أصبحت كمقولة شهيرة ، والإفيه الساخر «ده كونياك مشروب البنت المهذبة»، و»أموت فى الصنف ده»، و»هروح أتحزم وأجيلك»، و»وروح يا معلم الله يخرب بيتك».
موهبة إستيفان روستى الفنية لم تقف عند التمثيل، بل إنها شملت التأليف وكتابة السيناريو والحوار، وأيضاً الإخراج، فما لم يعرفه الكثيرون أن إستيفان روستى هو مخرج أول فيلم روائى طويل صامت فى السينما المصرية، بفيلم «ليلي» عام 1927، عندما طلبت منه الفنانة عزيزة امير أن يقف بجوارها لثقافته السينمائية ويخرج هذا الفيلم، ليسجل فى تاريخ السينما المصرية أن إستيفان روستى هو أول من أخرج للسينما المصرية!!
إستيفان روستي.. بمجرد أن يطل عليك من خلال أفلامه السينمائية تجد نفسك تعود لسنوات أخفاها الزمن عنك، فتتذكر أيامها الحلوة، وهو رجل أرستقراطى فى هيئته وسيره وفى تعاملاته مع الغير، وكأنه نبيل من نبلاء القرن التاسع عشر، ولم لا فوالده بارون من بارونات النمسا، وكان سفيراً لبلاده فى مصر، فاكتسب إستيفان تلك الشخصية الشامخة من والده، وهو الابن الوحيد من زواج والده النمساوى لوالدته الإيطالية التى التقى بها فى فيينا وتزوجها، وسافرا معاً إلى مصر عندما تم تعيينه سفيراً للنمسا فى القاهرة.
(60 عاماً على الرحيل)
60 عاماً تمر هذا العام على رحيل فنان الزمن الجميل إستيفان روستي، فقد توفى يوم 12 مايو عام 1964 بالقاهرة عن عمر يناهز الـ 73 عاماَ بعد رحلة عطاء فنى طويلة امتدت لأكثر من 50 عاماً كفنان شامل عمل فى المسرح والسينما ممثلاً ومخرجاً وكاتباً للسيناريو ومترجماً للروايات والمسرحيات الأجنبية ، كما أنه قد ولد «إستيفانى دى روستي» – وهو الاسم الحقيقى له قبل تعديله – فى 16 نوفمبر سنة 1891 بالقاهرة، أى يمر على ميلاده هذا الشهر 133سنة.
عندما ولد إستيفان روستى فى القاهرة وعاش طفولة سعيدة بين والديه لكن السعادة لم تدم طويلاً، حيث تم طلاق أمه من أبيه بناء على رغبة أسرته سليلة النبلاء، فوالده يحمل لقب بارون من بارونات النمسا الأثرياء، فكيف يتزوج بامرأة من عامة الشعب، وهكذا تحولت حياة إستيفان روستى من الثراء لحياة متوسطى الدخل، وفضلت أمه أن تعيش وتعمل فى القاهرة، وأكمل ابنها دراسته حتى التحق بمدرسة الخديوية الثانوية الشهيرة وأنهى دراسته بها، وأثناء ذلك تزوجت أمه من أحد مواطنى بلادها إيطاليا، ولكن زوج الأم الإيطالى لم يتحمل ابن زوجته فطرده من المنزل.
(صدمة لقاء الوالد)
عانى إستيفان روستى من ظلم الحياة وهو شاب فى بداية حياته، فبدأ يبحث عن عمل يكتسب به رزقه، وفى عام 1908 تمكن من أن يتعرف بموظفى الأوبرا المصرية الذين كانوا جميعهم من إيطاليا، فأتيحت له فرصة العمل ككومبارس مع الفرق الأجنبية التى تعرض بدار الأوبرا، وكان يتابع ويشاهد جميع العروض الأجنبية بالأوبرا، حتى تعرف على إحدى راقصات الباليه بفرقة نمساوية تعرض بالأوبرا وصارت صداقة كبيرة بينهما، وسافر معها إلى فيينا لسببين الأول أن يبحث عن أبيه فى أوروبا، والسبب الثانى أن يتزوج من حبيبته بعدما يجد أبيه.
وبعد محاولات عديدة ويائسة تنقل إستيفان روستى ما بين النمسا وإيطاليا وفرنسا تمكن من الوصول لوالده فى النمسا، ولكن المقابلة لم تكن حميمة ولم يكن مرحباً به، فوجده متزوجا ولديه أشقاء له، كما اكتشف أن راقصة الباليه هى حبيبة والده، فاضطر لأن يرحل بعيداً عنه ويضرب عن الزواج سنوات طويلة.
إضطر إستيفان روستى أن يعمل بائعاً فى شوارع روما عندما نفدت نقوده، وراقصاً بالملاهى الليلية بفرنسا، إلى جانب عمله كموظف فى إحدى المكتبات، ثم أصبح مسئولاً عن ملابس إحدى الفرق المسرحية بباريس، كما عمل كمترجم فى المسرح، وتمكن من أن يلتقى بكبار نجوم السينما، وبدأ يمارس نشاطه فى المسرح والسينما الذى ذاب فيها عشقاً حتى عمل ممثلا ومساعدا للإخراج ومستشاراً فنياً لبعض الشركات السينمائية الأوروبية.
(محمد كريم)
وسافر إلى ألمانيا ليمارس نشاطاً جديداً فى مجال الفن، إلا أنه لم يجد المتاح ،فعمل فى محطة برلين كمرشد سياحى للقادمين من أمريكا والدول الأوروبية المجاورة، وهناك التقى بالمخرج محمد كريم الذى كان يدرس الإخراج السينمائى فى أحد المعاهد الألمانية، كما تعرف على سراج منير الذى ترك دراسة الطب ليتفرغ لدراسة الفن، وتمكن محمد كريم بأن يقنع إستيفان بالعودة معهما إلى مصر، فقرر إستيفان روستى قبل أن يعود إلى مصر أن يدرس التمثيل دراسة أكاديمية فى إيطاليا ليكون ملماً بأصول المهنة مثل صديقيه.
وعند عودته إلى مصر مرة أخرى إلتقى برجل المسرح عزيز عيد والذى ألحقه بفرقته بعدما انبهر بإتقانه وطلاقته باللغتين الإيطالية والفرنسية، وكان أول أدواره على المسرح دور أمير روسى فى مسرحية «خللى بالك من إميلي» والتى عرضت على مسرح بريتانا عام 1915، وبعد سنوات من النجاح انتقل إلى فرقة نجيب الريحانى عام 1920 وكانت عروضه تضم مسرحيات الفرانكو أراب، وبعد ثلاث سنوات انتقل لفرقة رمسيس مع الفنان يوسف وهبي، وقد أهلته خبرته فى إتقان اللغات الأربعة «الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والنمساوية» فى احتلال مكانة خاصة لدى يوسف وهبى الذى ساعده على تعريب وترجمة بعض الروايات الأجنبية العالمية، والتى حققت نجاحات كبيرة فى بداية مسرح فرقة رمسيس .
المخرج الأول
يعتبر إستيفان روستى من الرعيل الأول للسينما المصرية، وكانت البداية عندما التقى بسيدة المسرح الفنانة عزيزة أمير التى انبهرت بالسينما، فقررت أن تخوض هذا المجال الجديد، فطلبت من إستيفان روستى أن يشاركها فى كتابة سيناريو وحوار قصة فيلم «نداء الرب» من تأليفها، كما اتفقت مع المخرج التركى وداد عرفى أن يشاركها فى إخراج الفيلم والذى تم إنتاجه عام 1926، وبالفعل تم الانتهاء من تصوير الفيلم ما بين القاهرة والجيزة، وفى نفس العام عرض على الجمهور، ولكن إنتقد بعض النقاد ورجال الصحافة عدداً من مشاهد الفيلم ورقصاته، مما كان سبباً لغضب عزيزة أمير من المخرج وداد عرفي، فسحبت الفيلم من دور العرض وأخفته، واعتبرته كأنه لم يكن!!
كانت الفنانة عزيزة أمير أثناء تصوير فيلم «نداء الرب» تجلس كثيراً مع إستيفان روستى فاكتشفت أنه يمتلك ثقافة سينمائية عالية فأعجبت بمعلوماته السينمائية الوفيرة، واقتنعت بأن إستيفان هو من يستطيع إنقاذها من فشل فيلمها، وبالفعل لم يترك إستيفان تلك الفرصة الحقيقية، وقام بإعادة صياغة الفيلم بالكامل، وادخل عليه التعديلات فى الحوار والسيناريو وأضاف إليه مشهدين، كما شارك أيضاً بالتمثيل عندما أضاف شخصية أخرى قام بأدائها، وتم تغيير عنوان الفيلم إلى اسم جديد «ليلي»، وحرص على أن يعمل مونتاج الفيلم بنفسه بالتعاون مع منتجة الفيلم عزيزة أمير، وفور الإنتهاء من الفيلم تم عرضه بسينما متروبول فى 16 نوفمبر عام 1927، وفى حضور أمير الشعراء أحمد شوقى ورجل الاقتصاد الأول طلعت باشا حرب، وتتحقق المفاجأة بنجاح الفيلم نجاحا منقطع النظير .
(مخرج 8 أفلام)
أدخل فيلم «ليلي» إستيفان روستى تاريخ السينما المصرية من اوسع أبوابها حيث أصبح أول مخرج لأول فيلم روائى طويل فى السينما المصرية، حيث كان لقب «أول مخرج» يسبقه فى كل مكان يرتاده، وفى العام التالى 1928 أخرج ثانى أفلامه «البحر بيضحك» تأليف وإنتاج وبطولة أمين عطا الله، وقد تم تصوير الفيلم فى مدينة الإسكندرية، وهو خامس الأفلام المصرية الروائية الطويلة، كما أنه يعتبر أول فيلم مصرى كوميدى شارك فى بطولته، وهو الفيلم المصرى الوحيد الذى شاركت فيه الممثلة الإيطالية إيريز إستانى صديقة إستيفان روستى والذى شارك أيضاَ بالتمثيل إلى جانب إخراجه للفيلم، وهناك ظاهرة فى الأفلام التى أخرجها، وهى أن جميع تلك الأفلام كان حاضراً فيها ايضاً بالتمثيل.
وبعد فيلمى «ليلي» و»البحر بيضحك» توالت الأفلام على إستيفان روستي، وبالفعل أخرج مجموعة أفلام ليصل مجمل أفلامه الإخراجية 8 أفلام لاهتمامه بالعمل كممثل، وجاء ثالث أفلامه الصامتة مع نجم الكوميديا نجيب الريحانى بعنوان «صاحب السعادة كشكش بيه» عام 1931، وبالطبع كان الفيلم قصته وحواره بالتعاون مع بديع خيري، وكان الفيلم هو أول تجربة لنجيب الريحانى على الشاشة الفضية فقدم شخصية كشكش بيه عمدة كفر البلاص التى يقدمها على المسرح لينقلها للسينما.
واجه الفيلم بعض المشاكل الخارجية منها عندما منعت لجنة مراقبة الأفلام السينمائية عرض الفيلم لبعض الوقت على اعتبار أنه يهين كرامة العمد فى مصرالذين كان لهم فى ذلك الوقت شأن كبير وهيبة، وبعد فترة أجازته الرقابة بعدما حذفت منه بعض المشاهد وصرحت بعرضه، وبعد ثلاث سنوات عام 1934 وبعدما ظهرت السينما الناطقة تم إعادة عرضه مرة أخرى بعد إدخال شريط الصوت عليه وبعنوان جديد (حوادث كشكش بيه) .!!!
وفى عام 1935 أخرج رابع أفلامه «عنتر أفندي» والذى احتل رقم 35 فى ترتيب تسلسل الأفلام الروائية المصرية الطويلة، وفى عام 1940 عاد ليخرج لوش السعد الفنانة عزيزة أمير فيلمها «الورشة»، وفى عام 1942 أخرج أيضاً لعزيزة أمير فيلم «إبن البلد»، وفى عام 1945 كانت نهاية رحلة الإخراج السينمائى لإستيفان روستى بفيلمى «أحلاهم» لمحمد كمال المصرى الشهير بشرفنطح، و»جمال ودلال « لفريد الأطرش» ليصل مجموع أفلامه كمخرج 8 أفلام، مع التأكيد أن كل الأفلام التى أخرجها كان مشاركاً فيها بالتمثيل.
(زوجة واحدة )
ظل إستيفان روستى مضرباً عن الزواج سنوات طويلة حتى تخطى سن الأربعين عاماً، إلى أن التقى بسيدة إيطالية تدعى ماريانا ووقع فى حبها وتزوجها عام 1936 بعدما وصل لسن الـ 45 عاماً وتكون هى الزوجة الأولى والأخيرة فى حياته، وكان مخلصاً فى حبه لزوجته، وظهر ذلك جلياً عندما رزق بطفلين توأم جعلته فى قمة السعادة لأنه كان عاشقاً للأطفال بطبعه، ولكن شاءت الأقدار أن يعيش مأساة قاسية، عندما توفى أحدهما بعد ولادته بأسبوع، ولحقه الأخ الثانى عندما بلغ سن الثلاث سنوات مما ترك أثراً سيئاً لحالته النفسية، وفى نفس الوقت تعرضت زوجته لحالة إنهيار عصبي، فقام استيفان بمراعاتها ولم يتخل عنها، وقام بنقلها إلى عدة مستشفيات لعلاجها الذى طال لسنوات حياتهما حتى أن الوسط الفنى أطلقوا عليه الزوج الوفي.
وفى يوم وفاته ذهب مع أصدقائه إلى إحدى دور السينما بشارع عماد الدين لمشاهدة آخر أفلامه «أخر شقاوة» بطولة الثلاثى الشباب أحمد رمزى وحسن يوسف ومحمد عوض، ثم انتقل لمقهى «سفنكس» بشارع سليمان الحلبى المجاور لشارع عماد الدين ليلعب معهم لعبته المفضلة «الطاولة»، وأثناء جلوسه مع أصدقائه شعر بألام مفاجئة فى قلبه، فأخذه أصدقائه على الفور إلى المستشفى اليونانى بالعباسية، ليكتشف الأطباء إصابته بانسداد فى شرايين القلب، وأن حياته لن تطوول فنصحوا أصدقاؤه بنقله إلى منزله، وبعد ساعة من دخوله المنزل فارق الحياة وذلك فى يوم 12 مايو عام 1964 عن عمر 73 عاماً، ويمضى على رحيــــله 60 عاماً .!!!
(رصيده 7 جنيهات)
عقب وفاة إستيفان روستى وجد فى منزله 7جنيهات فقط، وشيك بمبلغ 150 جنيهاً كانت الدفعة الأخيرة من مشاركته فى فيلم «حكاية نص الليل» وهو كل ما كان يمتلكه فى الدنيا، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقد انتهز أحد اللصوص انشغال أصدقاء الراحل بنقله إلى المستشفى وسرق السيارة التى كانت تقف أمام المقهي، وكانت السيارة ماركة «ديكافيه»، أما زوجته فلم تتحمل أعصابها رحيل رفيق العمر الذى عاشت معه 28 عاماً، فأصيبت بالجنون بعد أسبوع من رحيله، مما اضطر نقابة الممثلين أن تتحمل نفقات سفرها وعودتها لعائلتها بـمدينة «نابولي» بإيطاليا، إذ لم يعد هناك من يرعاها بعد رحيل زوجها، وليس لديها أى مصدر للدخل أيضاً، ولا أقارب فى مصر بعد وفاة زوجها.
رحل إستيفان روستى ولكنه ظل حياً بأعماله الخالدة، فبصماته الفنية الرائعة لم تختف بمرور الزمن، وبالرغم أنه لم يلعب أدوار البطولة المطلقة فى أفلامه إلا أنه كان نجماً فى كل أعماله، ، ووصل رصيده إلى أكثر من «150 عملاً فنياً» ما بين المسرح والسينما والمسلسلات الإذاعية، وإن كان أغلبها فى الأفلام السينمائية، وفى فترة الخمسينات وصلت أعماله إلى 63 عملاً سينمائياً ومسرحياً.
وكان عام 1950 هو أكثر عام فى غزارة انتاجه الفنى حيث شارك فى 8 أفلام هي: «معلهش يا زهر – شاطئ الغرام – المليونير – أخر كدبة – طريق الشوك – معركة الحياة – بنت باريز – بلدى وخفة»، والطريف أنه فى فترة الأربعينات قدم 25 فيلماً، وهو نفس المعدل فى الأفلام التى قدمها فى آخر اربع سنوات من حياته، بل إنه فى عام 1964 سنة وفاته شارك إسماعيل يس فى بطولة مسرحيتان أحدهما مسرحية «كل الرجالة كده» ومسرحية «عفريت خطيبي»، كما شارك فى فيلمى بطولة زيزى البدراوى «حكاية نص الليل» و»أخر شقاوة» .!!
( طرائف ومواقف )
إستيفان روستى ليس هو اسمه الأصلي، فاسمه كما هو مدون بشهادة ميلاده (إستيفانو دى روستي) إلا أن نجيب الريحانى ويوسف وهبى وراء تعيل فى حروف اسمه كما هو معروف لنا، ففى بداية عمله مع الفنان نجيب الريحانى طلب منه ذف حرف الواو من إستيفانو ليصبح إستيفان فقط، حيث خشى أن يخلط الجمهور بين إسمهوإسم فندق سان ستيفانو، فأصبح إسمه إستيفان دى روستي، ثم جاء الفنان يوسف وهبى عندما تعاملا معاً ليجد إسمه ثقيلاً، فطلب منه حذف (دي) من اسمه الثانى دى روستي، فصار اسمه (استيفانروستي) بدلاً من استيفانو دى روستي.
شارك الفنان إستيفان روستيفى ثلاث أفلام بقائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996 وهى أفلام : سلامه فى خير عام 1973، سى عمر عام 1941، غزل البنات عام 1949، والطريف أن الأفلام الثلاثة لعب بطولتها الفنان نجيب الريحاني!!
إشاعة وفاته
فى سنة وفاته 1964، سافر إستيفان روستى مع زوجته إلى مدينة الإسكندرية للإستجمام ومقابلة عدد من أصدقائه وبعض أقاربه الذين كانوا يفضلون العيش فى الإسكندرية بدلاً من القاهرة، ولاختفائه المفاجئ عن أصدقائه وزملائه بالقاهرة، أطلق أحدهم شائعة بوفاة إستيفان روستي، لدرجة أن نقابة الممثلين من تقدير أعضائها له أقامت فى نفس الأسبوع حفل تأبين له.
وعلم إستيفان روستى بأمر حفل التأبين صباح نفس اليوم من الصحف اليومية التى نعت أيضاً وفاته، فما كان من إستيفان أن عاد للقاهرة بصحبة زوجته، وإتجه لمقر حفل التأبين ليفاجأ الحاضرين من زملائه الفنانين والشخصيات العامة بدخول إستيفان عليهم، ليصاب الجميع بالذعر، وما لبث أن استعاد الجميع رشدهم ووعيهم بأن إستيفان روستى ما زال على قيد الحياة، فإنهال الصياح والتهليل والزغاريد خاصة من الفنانة نجوى سالم ومارى منيب، وأخذ الجميع يحتضنونه ويبكون من الفرحة، ولكنها كانت يبدو كمثل البروفة ليعرف إستيفان مدى حب زملائه له، وتصادف بعد أسابيع قليلة يتوفى بالفعل إستيفان روستي!!
لعب إستيفان روستى العديد من الشخصيات فى أفلامه السينمائية وتنوعت ما بين البيه والأفندى واليهودى والخواجة والمحامى والنصاب ورئيس العصابة ومدير الكباريه، ومن أهم أفلامه: «تمر حنه – عفريته هانم – قلبى دليلى – غزل البنات – سى عمر – سلامه فى خير – فيروز هانم – حسن ومرقص وكوهين – سيدة القصر – ليلة العيد – الترجمان – حلاق السيدات – انتصار الشباب».
مع بداية الستينات عاد إستيفان روستى للإخراج المسرحي، فأخرج ثلاث مسرحيات جميعها من بطولة إسماعيل يس وهي: حماتى فى التليفزيون عام 1960، ثم أخرج فى عام 1961 مسرحيتان أحدهما يا الدفع يا الحبس والحبيب المضروب، وجميع تلك العروض شارك فيها بالتمثيل مثل الأفلام التى أخرجها، ومن أشهر مسرحياته التى شارك فى بطولاتها : حبيبى كوكو – الدلوعة – جوزى كداب – الدنيا لما تضحك – الكورة مع بلبل، كما شارك فى عرض الأوبريت الشهير «العشرة الطيبة» مع الفنان سيد درويش عام1920.
كان لإستيفان روستى موقف لا ينسى يؤكد حبه لمصر، ولا ينسى فضلها عليه، فهى الأرض التى ولد عليها ونشأ بين ربوعها، إذ مع قيام دولة إسرائيل وسعيها لجذب القوى الناعمة الشهيرة، أرسلت إسرائيل إليه تطلب منه القيام ببطولة ثلاثة أفلام سينمائية دعماً لها وتأكيداً لمحبته لشعبهم، وعرضت عليه مبالغ خرافية، إلا أن إستيفان رفض إغراءاتهم وقال عبارته الشهيرة: أنا ممثل مصرى .. ولا أعمل فى كيان محتل.